الفصل الاول
عادات وتقاليد
تبدا حكايتنا في الصعيد و في بيت من البيوت الصعيدي صحيح انه فخم لكن كبر على اساس واحد وهو العادات والتقاليد الحاج عامر عايش على كده واتربى و حتى اولاده
المنزل كان كبير جدا يكفي اولاد الحاج عامر واحفاده كل شخص له حكايه وله الالم مع العادات والتقاليد سوف نعرفها
في المنزل في اسفل كان يجلس بكل هيبه ووقار وشخصيته التي لا يقدر احد على الوقوف في وجهه رغم السنوات عمره التي تخطط الستين ولكن ما زال يحتفظ بالقوه والحكمه كان يجلس على الكرسي الخاص به وكان مثله تماما بهيئته الكبيره الفخمه الذي عندما تراه تشعر انه كرسي لاحد الملوك ينظر الى ابنه الذي كان يجلس امامه ليقول....... انا مش هاقولها تاني انت لازم تتجوز بنت عمك يا اما
ماانتاش ابني ولا تعرفك
....يا ابوي بحبها ما اقدرش اتجوز غيرها ازاي عايز تحكم علي باموت اتجوز بنت عمي وانا قلبي مع غيرها
دب رجل الكبير بعصاته في الارض وهو يقول بصوت قوي يدخل الرعشه في قلوب من يسمعه......... ما فيش حاجه اسمها بحب ما فيش حاجه اسمها حب اصلا في عادات وتقاليد وهتتجوز بنت عمك يعني هتتجوزها وانتهى الحديت عاد
......يا ابوي ما اقدرش ما اقدرش انت ليه مش عايز تفهمني انا اتجوزت اللي بحبها ومراتي حامل دلوقت ازاي عايز اتجوز غيرها.....
الاب ............ انت اتجوزت من غير موافقتي يا ابن الجبالي يبقى تطلقها وتتجوز بنت عمك
توسعت عيون احمد بصدمه وهو يقول....... ما اقدرش ما اقدرش انت ازاي عايز تدمر حياتي بالشكل ده
صرخ الاب وهو يقول....... اللي عندي قلته وبت عمك هتتجوزها يا اما لا انت ابني ولا اعرفك ولا لك حاجه في الورث ولا عايزه اشوفك في البيت ده تاني انتهى الكلام..
قال كلامه وصعد الى الاعلى وترك احمد يقف بصدمه كبيره كيف يخرج من هذه المصيبه ايطلق الفتاه الوحيده التي عاشقها وظل سنين يحاول ان يقنع عائلتها
فعائلتها تعلم ان الحاج عامر لا يريد هذه الزوج ومع ذلك اصر احمد وظل يقنع فيهم الي ان وافقوا على انه سوف يحمي ابنتهم ويسعدها دائما
الان يتزوج عليها ويطلقها وهو الذي يحبها بجنون ماذا سيفعل احمد هل سيختار الثروه ام زوجته
مرت الايام والسنوات والحج عامر على نفس الجبروته لم يقل يوما يسيطر على جميع اولاده واحفاده لا احد يقدر على الوقوف في وجهه فهم ينفذهم كلامه بدون نقاش ولا كلمه واحده كلمته تكون سيف على رقبه اي احد و ظل كما هو لا يهتم الا بالعادات و التقاليد كان يجلس على الفطار وحوله احفاده اركان و ريان نظر اركان الى جده وهو كان دائما الزراعه اليمين للجد و الحفيد الاكبر و المفضل و الذي سوف يستلم مملكه العائله بعد الجلد فهو كان يرى فيه من الحكمه والقوه ما مايميزه عن باقي احفاده وحتى عن ابنه
اركان.......انا نزل مصر بعد الفطار يا حاج عندي شويه حاجات هاخلصها هناك
نظر الجد اليه وهو يقول........ طيب عايزك في المكتب قبل ما تمشي يا اركان
هز اركان راسه بصمت ولم يعلق ثم اكمل الفطور نهض بعد ذلك اركان ليدخل الى غرفه المكتبه الخاصه بالجد
اما ريان نظر اليهم ولم يهتم فطاما لم يهتم باشغال العامه ولا اي شيء يخص العمل فقط بحياته الذي يريد ان يعيشها ثم يصعد الى الاعلى بعد الفطور ليجد اخواته البنات يجلسون من حول والده المريض الذي ينام على الفراش بتعب شديد
همس و رهف في عمر التامنه عشر توام
نظر اليهم ليقول..... هو عامل ايه دلوقتي يا بنات
رهف بيخوف على والدها ......بخير يا ابيه بس طول الليل ما نامش من التعب المفروض نكلم الدكتور يكتب له حاجه مسكن
نظر اليه ريان بحزن على والده الذي يقتله المرض بالبطيء ليقول...... تمام انا هاخرج وانا راجع هاعدي على الدكتوره اشوفه هيقول ايه
هز البنات رسهم بحزن
تدخل في هذه اللحظه والدتهم وهي تنظر اليهم باستغرب....... انتم قاعدين كده ليه يلا كل واحده تقوم تشوف وراها ايه وانت يا ريان انت ما وراكش شغل يلا اطلع يا حبيبي
رهف بحزن .... انا عايزه اقعد مع بابا
الام....... انا قلت كل واحده تشوف وراها ايه وهو بخير شويه وهيقوم يلا اتفضلوا على شغلكم خرجوا الفتيات من الغرفه بحزن اما
ريان فنظر لامه ولم يعلق ثم تركها وخرج من الغرفه
ذهب الفتيات لغرفتهم ليجددوا عشق نظرت لهم عشق ابنه عمهم باستغراب وهي تقول..... في ايه منك لها انتم عاملين كده ليه
رهف .....ماما كل ما نروح عند بابا طلعنا من عنده مش عارفه ليه
همس.. .... انا حاسه انها مش عايزه بابا يقول حاجه لينا
عشق باستغراب ... ...وهيكون ايه يعني
رهف...... مش عارفه بصراحه
عشق... ... انتو بتفكر ازاي بس اكيد بتتخيلوا هي مامتكم هتخبي عنكم ايه
نظره همس الى رهف وهم يفكرون ولكن لم يصلوا الى الحل لتتركهم عشق وهي تقول.. .... والله ما ليكم حل
انا سايبه لكم الاوضه كلها وطالعه
قالت كلامها وخرجت من الغرفه
في مكان تاني في منزل عائله الهواري فهي ايضا من كبار العائلات في الصعيد كان الجد يجتمع باحفاده وهو ينظر لهم بغضب شديد....... والله على اخر الزمن احفادي بلطجيه كل واحد ماشي على كيفه
اسر..... بص يا جدو والله ما هاسيبهم ده موتهم هيبقى على ايدي
نظرت اليهم جدتهم بغضب وهي تقول.....ظ باقول لك ايه انت تلم نفسك بالذات انت عايز تجيب لي مصيبه واما تقتل حد فيهم وهم يقتلوا اخواتك كده هترتاحوا
نظر مصطفى الى اسر بغضب ثم ذهب الى جدته ليحتضها بحنان وهو يقول...... يا جدتي يا عسل انتي ما تقوليش كده احنا مش عايزين مشاكل بس هم اللي بداوا في البدايه
نظرت اليه بحزن وهي تقول .. .....طب عشان خاطري خليكم ساكتين وخلي جدك يتصرف ويصالحكم انا بموت كل لحظه و انا حاسه انه ممكن حد فيكم يحصله حاجه
جلس بجانبها زين الكبير وهو يقول .......بعد الشر عليك يا حبيبتي حاضر اللي انتي عايزاها يحصل ثم اكمل بغموض بس بشروطنا
نظرا الجد الى حفيده بنظره غموض وهو يقول في نفسه .......مش مطمئنك يا ابن الهواري......
في اخر البلد في قصر كبير من يراه يشعر انه اكبر قصر راه في حياته ولكنه مظلم يامر الظلام واللون الاسود يضغي على كل شيء فيه لا احد يدخل ولا يخرج من هذا القصر هنالك من يقول عليه مسكون وهنالك من يقول ان احد قتل فيه وهنالك من يقول انه مهجور فقط لا احد يعلم من يعيش فيه لانه صاحبه لا يخرج ابدا الا في الليل
يجلس على الكرسي المكتب الخاص بي بجسمه الضخم وهياته المرعبه يقسم من يراه انه يرتعب من يكفي فقط نظره منه ليرتعب مئات من الرجال ويقعون ارضا من الرعب فهو نظراته وشكله يكفي
دخل في هذه اللحظه شاب اخر وهو يقول..... كل حاجه تمام يا باشا وكل اللي امرتني ليه حصل
ابتسم الاخر ابتسامه مرعبه ثم اشار لهذا الشاب بان يرحل يخرج الشاب ويبقى الاخر على الكرسي والابتسامه ما زلت على وجهه
عند الجده و اركان قام بسرعه اركان من امام الجد بغضب وجنونه وهو بيقول لي .......ازاي احنا ما عملناش حاجه ولا جينا جنب احد ازاي ده كله يحصل
الجد بهدوء...... اهده يا زين في احد وراء الموضوع بيحاول يوقعنا في بعض لازم اعرفه بس دلوقتي لازم نهدي الامور
زين ..... نهدى ايه يا جدي و هم بيقولوا ان احنا اللي حرقنا المخازن بتاعتهم ودمرنا بضاعتهم هتروح تتحايل عليهم وتقول لهم احنا ما عملناش حاجه ولا ايه
الجدي بغضب وهو ينهض من على المكتب . .......جرى ايه يا اركان هو انت شايفني عيل صغير ولا ايه قلت لك هاتصرف
نظر اليه اركان بغضب ولكنه قال .. .....لا اسف يا جد بس الموضوع مش هيخلص و افتكر اني قلت لك وهاسيب لك الامور تصرف معهم بس صدقني لو اتخطوا حدودهم انا اللي هتدخل وساعتها مش هيبقى فيه الا الدم
قال الكلامه وخرج من الغرفه وهو يفكر من له مصلحه بان يوقع بين العائلتين
في المساء ذهب الجميع للنوم وعم ظلام على البلد كلها لتحلى عليها الهدوء والسكينه بعد ان نام الجميع ولا احد في الشوارع فجاه خرج من وسط الظلام شاب اسمر يركب الخيل لا يظهر منه شيء الا عيونه وكان يخفي وجهه بشال ملابسه كلها سوداء يجلس على الخيل الخاص به
الى ان وصل الى احد المخازن ينزل من الخيل وهو ينظر بكره ثم يحرق المخازن وهو ينظر بابتسامه وعيونه تعكس النار التي تشتعل في المخازن ثم تركها وارحل
سرعان ما عرفت كل البلد بالامر واصبح كل واحد يركض هنا وهنالك فهنالك حريق في مخازن العائله الجبالي.....
في منزل عائله الجبالي كان الباب يدق بقوه وبصوت عالي ليركض كل من في المنزل بيخرجوا اركان بعد ان خرج من الغرفه وجد رهف وعشق وهمس يقفون بر رعب وهم يسمعون الدق القوي على الباب نظر اركان ل عشق بغضب شديد وهو يجدها بشعرها تقف امام غرفتها ليقول لها .....انتي واقفه كده ليه انجري على اوضتك يلا
ارتعبك عشق من صوتي و ركضت الى غرفتها برعب كبير
خرج بسرعه اركان عشان يشوف ايه اللي حصل فتح الباب كان الغفر والحراس ورا بعض واحد من الحرس....... الحقني يا اركان بيه المخزن بيولع
توسعت عيون اركان من الخبر ل يخرج بسرعه وخلفه رايان
ليذهب الى المخازن اما الجد فجلس مكانه على الكرسي بتعب وهو يضع يده على قلبه ركضت اليه رهف وهمس وهم يصرخون ان ياتوا بالطبيب بسرعه.. رهف......... يا لهوي اتصلوا بالدكتور بسرعه بسرعه
في مكان الحادث ذهب اركان ولكن كان بعد فوات الاوان فكان المخزن محروق بالكامل لا يوجد شيء لانقاذه وضع اركان يده على راسه ولا يصدق انه احترق المخزن بكامله وبالبضاعه التي كانت فيها
توسعت عيونه بغل وغضب وهو يتوعد لزين واخوته بالهلاك ولكن قبل ان يخرج من المخزن وجد شيء جعله يمسكه بيده ليجز على اسنانه بغضب وهو يقول..... الملثم
في صباح اليوم جديد وفي القاهره
فتحت عيونها بنشاط وهمه كبيره في اليوم ستنتقل لتذهب الى مكان لتجلب الاخبار للصحيفه التي تعمل فيها واذا اتت بهذه الاخبار وهذه الصور التي يريدونها سوف تعمل في وظيفه اعلى من التي تعمل بها نهضت بسرعه ونشاط لترتدي ملابسها وتخرج بعد ان اخذت حقيبه سفر صغيره
امها........ انتي رايحه فين كده بقى بسلامتك
نظرت اليها وعد بتذمر وهي تقول... ...... يا ماما ما حضرتك عارفه انا رايحه فين
الام . ......لا يا اختي مش عارفه وبعدين انا مش رفضت امبارح
وعد ..........يا ماما صدقيني مش هيحصل حاجه وبعدين انا واخده يحيى معي وفي ناس تانيه جايه معي صدقيني الامور تمام ادعي لي انتي بس يا ست الكل وفي خلال يومين هارجعلك تاني
قالت كلامها وقبلت امها ثم خرجت من المنزل لتلتقي بزمائلها ثم ذهبوا في طريقهم
يحيى.. ....... انا مش عارف بجد انا ماشي وراك ازاي هو انتي فاكره ان انتي اول ما تروحي هتلاقيه في وشك بيقولك خذ الاخبار والصور اللي انتي عايزاها
وعد...... يحيى اهدا بقى صدقني هنجيبه الاخبار واكيد هنلاقي حاجه توصلنا ليه ما هو اكيد مش بيعمل اللي بيعمله ده و ما فيش اي دليل وراه اكيد في دليل وهنلاقيه ونمشي وراه لحد ما نوصل للملثم اللي تعب الصعيد كلها وملففهم وراه......
يتبع ....
إرسال تعليق